كتبه فضيلة الشيخ/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلماذا تحشر "أمريكا" أنفها في شأن مصري خالص؟!
لماذا تحضر وزيرة خارجيتها؛ لكي تملي علينا أن نقول: "لا" للتعديلات الدستورية؟!
لماذا تريد إذلالنا بالمعونة رغم أن المعونة هي آخر ما يمكن أن تساومنا عليه أمريكا؟! لأن شباب 25 يناير أدركوا أن "ماما أمريكا" راعية الحريات كانت ترسل لنا المعونة على هيئة رصاص مطاطي؛ لقمع المتظاهرين!
يا أمريكا: اغسلي دماء شبابنا مِن على سيارات سفارتك قبل أن توجهي كلامك إلى الشعب المصري..
ويا أهل مصر: أتعرفون ما هي أخطر مادة في دستور النظام السابق؟!
إنها مادة لم تُكتب في دستور، ولم يُوافق عليها الشعب..
إنها التبعية لأمريكا.
سبق وأن قلنا مرارًا.. لماذا نقول: نعم؟!
والآن نضيف إليها سببًا آخر قد يكون مِن أهم الأسباب..
قولوا: نعم؛ لتسقطوا هذه المادة الضمنية التي فُرضت علينا نحوًا مِن أربعين عامًا.
طبعًا هناك مَن فضَّل أن يتكلم في السياسة بلغة العاطفة؛ رغم أنهم ما يفتئون ينسبون ذلك إلى الإسلاميين، فكانت دعايتهم على لسان "خالد سعيد": "علشان أمي تأخذ عزائي"!
وأتساءل: هل يجوز أن يُنسب إلى إنسان أفضى إلى ربه موقفًا سياسيًا، ثم المتاجرة به في ملصقات إعلانية؟!
ثم ألم تأخذ أمه عزاءه يوم انتصار الثورة؟!
ثم لم لا تعتبر التعديلات خطوة جديدة على انتصار الثورة؟!
ثم هل يجوز شرعًا استخدام صورة جثته، وصورة أمه وهي تحمل صورة جثته؛ لتحقيق أهداف سياسية؟!
طبعًا سوف يزعجهم السؤال الشرعي أو يغضبهم!
فلنسألهم: هل ينسجم ذلك مع الحريات واحترام الخصوصية أم هل ينسجم مع الذوق العام؟!
أم أن العالمانيين يفصلون السياسية عن الدين، ثم يديرونها بالأخلاق الميكافيلية؟!
عمومًا هذا سبب آخر لكي نقول: نعم.
ونُعلـِّم أصحاب الأخلاق الميكافيلية درسًا جديدًا:
نعم للتعديلات الدستورية.. وإن أمرتنا أمريكا أن نقول: لا!
نعم للتعديلات الدستورية.. وإن تاجر الخصوم بصور الضحايا!
نعم للتعديلات الدستورية؛ للخروج مِن شرنقة الحالات الاستثنائية التي جعلت مِن "ساويرس" حكيمًا! ومِن الفنانات.. زعيمات سياسيات!
ومِن صور الضحايا.. مادة دعاية!
ومِن المعونات.. مادة وصاية!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.